قطاع الرياضة في قطر يتطلّع إلى ما بعد 2022

6204f1199cc04_Post_FIFA_2.jpg
المواضيع: الرياضة

ازداد الاهتمام العالمي بتطوير الرياضة في قطر في الفترة التي تسبق نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، وأصبح هذا القطاع محط اهتمام المستثمرين العالميين. مع تخصيص 6.5 مليار دولار لهذا الحدث العالمي، ما هي الفرص التي تقدمها أغنى دولة خليجية بعد الانتهاء من احتفال كرة القدم الذي طال انتظاره؟

تدرس وكالة ترويج الاستثمار آفاق نمو قطاع الرياضة، وتعرض الفرص متعددة القطاعات المتاحة.

قطاع الرياضة المزدهر في قطر

استضافت منطقة الشرق الأوسط، على مدى العقد الماضي، العديد من البطولات الرئيسية - كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبطولة العالم لكرة اليد للرجال، وبطولة العالم لألعاب القوى، وغيرها. وساعد ذلك في ترسيخ المنطقة كوجهة رياضية عالمية. وأظهر استطلاع أجرته بي دبليو سي أنه من المتوقع أن ينمو قطاع الرياضة في الشرق الأوسط بنسبة 8.7% خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، بالمقارنة مع 3% في باقي العالم لنفس الفترة. ويُشير الاستطلاع، مع استضافة قطر لأكثر من 50 فعالية دولية في عام 2021، إلى توقعات بتعافي صناعة الرياضة في الشرق الأوسط من الوباء في عام 2022.

ويزخر قطاع الرياضة في المنطقة بالإمكانيات غير المستغلة، حيث تعتبر البطولة الأولى لكأس العالم لكرة القدم التي تقام في المنطقة العربية قوة محفزة لإطلاق هذه الإمكانات و"دفع لعبة كرة القدم الممتعة". اتبعت قطر استراتيجية إنمائية جريئة، وهي في طليعة الدول ذات البنية التحتية الرياضية المتقدمة.. وتمكنت الدوحة من حجز مكان لها ضمن أفضل 50 مدينة عالمية، والأولى في الوطن العربي في "ترتيب المدن الرياضية 2020" الصادر عن وكالة بيرسون كون أند وولف، الذي يقيّم أداء المدن في استضافة الأحداث الرياضية بناءً على تحليل المشهد الرقمي، والإعلام الرياضي، واستطلاعات الاتحادات الدولية. بالمثل، صنف "مؤشر الأمم للتأثير الرياضي العالمي"، الصادر عن شركة "سبورتكال"، المتخصصة في معلومات سوق الرياضة، قطر في المرتبة الأولى خليجيًا، وأحد أفضل 20 دولة على مستوى العالم.

تأثير متعدد

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر بشكل مطرد، مع معدل نمو سنوي نسبته 4.5% خلال الفترة 2010 و2020، منذ حصولها على شرف استضافة كأس العالم في عام 2010، وفقًا لصندوق النقد الدولي. ومع متابعة الدولة لسياسة التنويع الاقتصادي، يستعد قطاع الرياضة لتحقيق نموّ إضافي. وقد حددت وزارة التجارة والصناعة 83 فرصة تجارية واستثمارية للقطاع الخاص حتى عام 2023، تشمل إدارة الفعاليات والترويج لها، وتطوير الرياضة، وبناء الملاعب، والسلع والمعدات الرياضية، وتسويق الرياضة، والسياحة الرياضية، وعمليات إدارة أماكن الفعاليات الرياضية.

الرياضات الإلكترونية تضيف زخمًا

شكّلت الجائحة تحديًا للاقتصادات، إلا أنها سلطت الضوء على ضرورة تكامل التكنولوجيا والتحول الرقمي. ومن المتوقع أن ينمو سوق الرياضات الإلكترونية العالمية بمعدل سنوي يفوق 8,7% في الفترة من 2019 إلى 2024 ليصل إلى 218.7 مليار دولار في عام 2024. وتُمثل الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط خيارًا مناسبًا للمنطقة، حيث غالبية السكان من الشباب ذوي الخبرة في استخدام الإنترنت. كما أنها تحمل إمكانات نمو واعدة، حيث تواصل الحكومات الاستثمار في الرياضة والتحوّل الرقمي كوسيلة لتنويع اقتصاداتها. وأظهر استطلاع حديث أجرته بي دبليو سي أن المملكة العربية السعودية تُصنف ضمن أفضل 20 دولة، حيث بلغت إيرادات الألعاب نحو 716 مليون دولار، فيما حققت الإمارات العربية المتحدة 313 مليون دولار، ومصر 287 مليون دولار.

تتمتع دولة قطر بالمقومات اللازمة لتحقيق انطلاقة قوية مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة والقدرة على التكيف، حيث احتلت المرتبة الثامنة في ركيزة "تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" وفق مؤشر التنافسية العالمية. وتواصل الدولة، مع أول شبكة الجيل الخامس متاحة تجاريًا في العالم وانتشار للإنترنت بنسبة 99%، دعم المستثمرين لاكتشاف الفرص من خلال منصات الترخيص الخاصة بها، مثل مركز قطر للمال، وحاضنة قطر لتكنولوجيا الرياضة.

الرعاية الصحية الرياضية لخلق المزيد من الفرص

قُدر سوق الطب الرياضي والعلاج الطبيعي العالمي بنحو 8.2 مليار دولار في عام 2020 ومن المتوقع أن ينمو بمعدل 8.83% سنويًا ليبلغ 14.9 مليار دولار بحلول عام 2027. تمتلك قطر مرافق الطب الرياضي المستقبلية، وهي موطن سبيتار - مستشفى قطر لجراحة العظام والطب الرياضي - وهو أول منشأة من نوعها في المنطقة، وتم اعتماده من قبل FIFA كمركز امتياز للطب الرياضي.

تفتخر قطر بامتلاكها إحدى أفضل البنى التحتية الرياضية في العالم، مما عزز مكانتها كوجهة رياضية عالمية.

إرث رياضي جديد

تمكنت قطر بفضل استضافتها لكأس العالم من جذب الاستثمارات. وقد أدخلت الدولة تدابير من شأنها توفير تجربة لا مثيل لها في كأس العالم، وخلق فرصًا تجارية أيضًا. ستعمل المشاريع الضخمة، من توسعة شبكة السكك الحديدية والمطارات إلى مشاريع البناء التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار أمريكي، على تعزيز قطاع الأعمال وجذب الاستثمار في عام 2022 وما بعده.

مع توافد أكثر من مليون مشجع إلى البلاد، سيستفيد قطاع السياحة والضيافة بشكل كبير من استضافة الأحداث الرياضية. ويقول ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لكأس العالم FIFA قطر 2022، في حديثه عن اقتصاد قطر بعد نهائيات كأس العالم 2022: "سينتقل تركيز الدولة من تطوير البنية التحتية إلى السياحة، ومن المرجح أن تتبع نمط نمو روسيا بعد كأس العالم 2018". حيث أضافت البطولة 14 مليار دولار للاقتصاد الروسي.

تستعد قطر لتحفيز التنمية، حيث لم تكتفِ رؤية قطر الوطنية، وبنيتها التحتية المستقبلية، بتسريع تطوير قطاع الرياضة فحسب، بل عززت أيضًا إمكانات النمو في مختلف القطاعات.


تشارك هذه المقالة