إضاءات على رحلة المستثمرين: انرجي اكس

مقابلة مع السيد شون بارك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "إنرجي إكس" (EnergyX)

هل يمكنك أن تطلعنا على المزيد حول شركة "إنرجي إكس" (EnergyX)؟

تُعد "إنرجي إكس" شركة رائدة عالميًا في مجال كفاءة الطاقة للمباني والبنية التحتية، من خلال حلول مبتكرة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.  ومن أبرز ابتكارات الشركة برنامج "إنرجي إكس زيرو" (EnergyX Zero) الذي يقدّم خدمات استشارية متقدمة وبرمجيات ذكية لتحسين كفاءة الطاقة في المباني، كما طوّرت أنظمة "إنرجي إكس سيستمس" (EnergyX Systems) المتخصصة في هندسة وتصنيع واجهات المباني المولّدة للطاقة، والتي تُمكّن المهندسين المعماريين والمطوّرين ومالكي المباني خفض الانبعاثات الكربونية بشكل ملموس، وتحقيق استقلالية طويلة الأمد في استهلاك الطاقة، ورفع كفاءة الأداء التصميمي للمباني. 

وبفضل تنفيذها لأكثر من 2,000 مشروع حول العالم، ومنها على سبيل المثال: تطوير أول مبنى في العالم يحصل على اعتماد "Plus-Energy"، تُعيد "إنرجي إكس" تعريف الطريقة التي تستهلك وتُنتج بها المباني الطاقة، لتجعل من الاستدامة ميزةً تصميميةً واقتصاديةً في آنٍ واحد.

ما العوامل التي دفعت "إنرجي إكس" لاختيار دولة قطر مقرًا رئيسيًا لعملياتها الدولية؟

اختارت "إنرجي إكس" دولة قطر لما تتميز به من موقع استراتيجي عالمي، وبنية تحتية متطورة، واتصال سهل بالأسواق الإقليمية والدولية. كما تتماشى رؤية قطر الطموحة في مجالي الابتكار والاستدامة تمامًا مع أهداف "إنرجي إكس" واستراتيجيتها طويلة المدى.  علاوةً على ذلك، تمتاز الدولة بسوق عمل مرن، ودعم حكومي قوي، يوفّر بيئة مثالية للشركات العالمية للنمو والتوسع. وهذه العوامل مجتمعةً تمنحنا الثقة في ترسيخ وجودنا وقيادة عملياتنا الدولية من الدوحة.  وعلى الصعيد الشخصي، وجدت في المجتمع القطري بيئة مضيافة وآمنة ومناسبة للعائلات، وبنيت علاقات صادقة جعلت من قطر وطنًا ثانيًا بحق.

كيف تُسهم بيئة الأعمال والإطار التنظيمي في قطر في دعم نمو «إنرجي إكس» وخطط توسّعها العالمي؟

توفّر قطر بيئة أعمال جاذبة ومستقرة تتميز بتشريعات واضحة وشفافة، وبنية تنظيمية تشجع الاستثمار طويل الأمد، كما تتميز الدولة بحماية قوية لحقوق الملكية الفكرية، وأنظمة عمل مرنة تتيح تنفيذ المشاريع بسرعة وكفاءة عالية.  تشكّل المناطق الحرة والبنية التحتية اللوجستية المتقدمة ركيزة أساسية في تمكين التكامل عبر سلسلة التوريد العالمية، مما يعزّز قدرتنا على إدارة عملياتنا الدولية من قطر بسلاسة وفاعلية.  كذلك، يُسهم التعاون الوثيق بين الحكومة والقطاع الصناعي، والتزام الدولة الراسخ بدعم الابتكار والتكنولوجيا المستدامة، في تمكين "إنرجي إكس" من تحقيق أولوياتها الاستراتيجية، وتوسيع حضورها العالمي، مع الحفاظ على أعلى معايير الحوكمة والامتثال.

مع انتقال المقر الرئيسي لعملياتكم العالمية إلى دولة قطر، كيف ستُسهم إنرجي إكس" في نقل المعرفة وتطوير التكنولوجيا وتنمية الكفاءات في قطر؟

نعمل حاليًا على إنشاء مركز أبحاث وتطوير عالمي في قطر ليكون محورًا لجهودنا الابتكارية، يركّز على الأبحاث المتقدمة في كفاءة استخدام الطاقة ومواد البناء الذكية.  وسيُعزَّز هذا المركز بإنشاء مصنع ذكي يعتمد على تقنيات الروبوتات والأتمتة، ليكون بمثابة مختبر حيّ لتجربة وتطوير أحدث تقنيات الاستدامة والكفاءة الصناعية.  وسيسهم هذان المشروعان في نقل المعرفة وتوطين التقنيات في قطر، وتعزيز التعاون مع الجهات البحثية والشركات المحلية، والإسهام في ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار والتصنيع المتقدم، وخلق فرص عمل عالية المهارة، ودعم مسيرة التنويع الاقتصادي.

هل يمكنكم تقديم مزيد من التفاصيل حول مشروعي المصنع الذكي والمبنى الموفّر للطاقة المزمع إنشاؤهما في قطر، وكيف يجسّدان استراتيجية "إنرجي إكس" للابتكار والتزامها طويل الأمد تجاه السوق القطري؟

سيضم المصنع أنظمة روبوتية متقدمة وتقنيات رقمية ذكية، ويُطبق مفهوم التصميم للتصنيع والتجميع (DFMA) لتمكين عمليات إنتاج مرنة ودقيقة قادرة على تنفيذ تصاميم معمارية معقدة وغير تقليدية.  كما سيتضمن المصنع مركزًا متكاملاً للبحث والتطوير، سيكون أول مبنى يُنتج طاقة متجددة تفوق استهلاكه سنويًّا، ويهدف إلى الحصول على شهادتي الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED) ونظام تقييم الاستدامة العالمي (GSAS).  ويمثل هذان المشروعان نموذجًا رائدًا في ابتكار مبانٍ مكتفية ذاتيًا من الطاقة، ذات جدوى اقتصادية عالية وتصميم مرن، مؤكدَين التزام "إنرجي إكس" تجاه قطر من خلال إنشاء مقرّها الرئيسي العالمي في الدولة.

من الناحية المعيشية، ما أكثر ما يعجبك في قطر؟

ما يعجبني في قطر هو الإحساس بالأمان والاستقرار الذي ينعكس في تفاصيل الحياة اليومية، فهي تتميز ببيئة اجتماعية وعائلية ودودة، وروح فنية وثقافية مُلهمة تجعلها مكانًا استثنائيًا للعيش.  كما تمنحك شواطئها الجميلة ونظافتها وهدوؤها وانخفاض الازدحام فيها، شعورًا دائمًا بالسكينة والطمأنينة.  كما تُعد قطر بوتقةً تنصهر فيها الثقافات المتعددة بانسجام مع التقاليد القطرية الأصيلة — من أناقة الزي القطري (الثوب) إلى دفء العلاقات الإنسانية.  وهذا الانفتاح والتواصل الصادق اللذان يُميزان المجتمع القطري، يجعلان من العيش هنا تجربة مُلهمة تشعرك بالرضا والمعنى الحقيق للحياة.