من رؤية إلى حقيقة على أرض الواقع: 4 سنوات على تأسيس وكالة ترويج الاستثمار في قطر

64bce30780c53_Banner.jpeg
المواضيع: مقالة

حمد راشد النعيمي، مدير إدارة الاستراتيجية بوكالة ترويج الاستثمار في قطر

البداية

مع احتفالنا بمرور 4 سنوات على تأسيس وكالة ترويج الاستثمار في قطر، ننتهز هذه الفرصة للتأمل والتفكر في المسيرة الحافلة للوكالة خلال هذه السنوات، والاحتفاء بإنجازاتها، وتصوّر تطور دورها في التنويع الاقتصادي في الدولة. يُعد تأسيس وكالة ترويج الاستثمار خطوة مهمة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وإنشاء بيئة مواتية للأعمال ذات مستوى عالمي، تسلط الضوء على مكانة دولة قطر المميزة كوجهة جاذبة للاستثمارات الاجنبية.

حرصت وكالة ترويج الاستثمار، منذ تأسيسها، على الاستفادة من تجارب وكالات ترويج الاستثمار العالمية، وتخطي الأساليب التقليدية المتبعة في الترويج واستقطاب الاستثمارات الاجنبية، الأمر الذي أتاح للوكالة تحقيق قفزة نوعية في طريقة تقديم الخدمات في مجال الترويج للاستثمار. وأثمر هذا التوجه عن تبني الوكالة لمنظومة عمل تركز على أداء مهامها الأساسية، وتسيير أنشطتها وأعمالها بكفاءة عالية، مدعومةً برؤية واضحة واستراتيجية شاملة للخمس سنوات الاولى، وركزت على الأسس التالية:  

  • بناء الهويّة (علامـة "اسـتثمر قطـر"): تطوير علامة وطنية تعكس التحوّل الجوهري الذي تشهده دولة قطر لتصبح وجهة جاذبة للاستثمارات والمواهب العالمية.
  • تسهيل الاستثمار: توفير تجربة سلسة للمستثمر من خلال تقديم دعم مُصمم خصيصًا لمختلف احتياجات كل مستثمر على مدار رحلته الاستثمارية، بدءً من استكشاف فرص الاستثمار المتاحة، ومرورًا بتأسيس أعماله، وحتى دخوله السوق وبدء أعماله.
  • تعزيز مكانة دولة قطر كبيئة مثالية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة: من خلال اقتراح سياسات داعمة للأعمال، مستندة على البحوث والدراسات والتعاون مع شركائنا والمستثمرين، والجهات المعنية المحلية.

من الهوية المؤسسية إلى الاعتراف العالمي: رحلة وكالة ترويج الاستثمار للترويج للاستثمار في دولة قطر 

يُعد رسم ملامح علامة "استثمر قطر"، والتعبير عن هويتها، من أهم مراحل رحلة وكالة ترويج الاستثمار في قطر. فقد صيِغت العلامة "استثمر قطر" بعناية لتعبّر عن القيمة الفريدة التي تمثلها الدولة للمستثمر. وبالتالي، وفرت الهوية البصرية المبتكرة وتصميمها المميز إحدى أهم نقاط القوة التي تم الاستفادة منها لتسليط الضوء على بيئة الاستثمار في دولة قطر.  

وتعَاظم تأثير العلامة والهويّة المؤسسية من خلال الموقع الإلكتروني و"بوابة استثمر قطر"، وهي أول منصة رقمية مخصصة لدعم المستثمرين في دولة قطر وربطهم بالفرص الاستثمارية في السوق القطري، وتسهيل المعاملات والإجراءات من أجل تعزيز النمو الاقتصادي. كما يتضح أيضا تأثير العلامة التجارية من خلال العدد المتزايد من الشراكات الإستراتيجية والفعليات التجارية التي تقودها الوكالة عبر مناطق جغرافية وقطاعات مختلفة، إلى جانب العمل عن كثب مع منصات الترخيص لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في النهوض بالاقتصاد القطري القائم على المعرفة.

وفي هذا الصدد، استطاعت الوكالة في أربع سنوات توسعة شبكة أعمالها مع المستثمرين من خلال أكثر من 150 حدثاً وفعالية، تواصلت خلالها مع أكثر من 1000 مستثمر، بالإضافة إلى توقيع شراكات مع مؤسسات عالمية مثل أمازون وإيبردرولا ومايكروسوفت وسيمنز، على سبيل المثال لا للحصر. وقد أسفر هذا التوجه الاستباقي عن نتائج مبهرة من أبرزها تبوء علامة "استثمر قطر" المرتبة الأولى ضمن وعلامات ترويج الاستثمار في دول مجلس التعاون الخليجي من حيث الوعي لدى المستثمرين الأجانب من خارج دول المجلس التعاون الخليجي، وذلك وفقاً لنتائج استطلاع أجرته شركة إبسوس العالمية.

انعكست جهود الوكالة الحثيثة على أرض الواقع وبدى ذلك جليًا من خلال دورها في تعزيز بيئة مواتية للمستثمرين. فلقد حققت الدولة نموًا ملحوظًا في الاستثمارات المباشرة بلغ 70% في الفترة من 2019 - 2022، فضلاً عن استقطاب استثمارات أجنبية بقيمة 29.78 مليار دولار في 2022 ساهمت في خلق 13 ألف و972 فرصة عمل جديدة في مختلف القطاعات؛ شملت مجالات خدمات الأعمال، والتكنولوجيا، والخدمات المالية، ومختلف الصناعات الأخرى. وتكللت تلك الإنجازات في تصدر دولة قطر قائمة وجهات الاستثمار الأجنبي المباشر الواعدة لعام 2023 الصادرة عن مؤسسة أف دي أي إنتلجنس، مما عزز مكانة الدولة كوجهة استثمارية آمنة ومتميزة.

وإلى جانبِ دورها الرئيسي في جذب الاستثمارات، تقوم الوكالة باقتراح السياسات الداعمة للاستثمار، والتوعية بها، والترويج لها. وقدمت الوكالة حتى الآن أكثر من 70 توصية ومقترح لسياسات تهدف إلى تطوير بيئة الأعمال، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. علاوة على ذلك، استعرضت الوكالة، من خلال أكثر من 85 منشور صدرت بثماني لغات مختلفة، الموارد التي تتميز بها دولة قطر، وعوامل القوة التي تتمتع بها كوجهة استثمارية، وسلطت الضوء على الفرص القيّمة التي تقدمها للمستثمرين من كل أنحاء العالم.  

رحلتي مع وكالة ترويج الاستثمار  

وفي هذه المناسبة، وبصفتي مواطن فخور بانتمائي لهذا البلد، أشعر بمسؤولية كبيرة وشغف جمّ لمشاركة القصة الملهمة لصعود دولة قطر كقوة مؤثرة عالميًا في السياسة، والاقتصاد، والإعلام، والرياضة. والتي أصبحت مصدرا لإلهام الكثيرين وبالأخص لي.  والتي شكلت أحد أسباب انضمامي إلى الوكالة لأساهم في دعم التحوّل المستمر في بيئة الاقتصاد القطري والترويج للاستثمار في الدولة، وأن أحظى بشرف الانضمام إلى فريق الوكالة كثاني موظف. 

أنا فخور أيضًا برؤية هذه الإنجازات على أرض الواقع، والمساعدة في دعم طموحات البلاد في تعزيز حضورها على خريطة الاستثمار العالمي، وتحسين مناخ الاستثمار العام. وبالنسبة لي لا يقتصر العمل مع الوكالة على كونه مهنة، بل يُعدّ غاية في حدِ ذاته، إذ إنه يُسهم في الترويج لقدرات وإمكانات قطر وترسيخ مكانتها على الساحة العالمية.

مستقبل واعد:

تتميز البيئة الاستثمارية بفرص واعدة وقيّمة. ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن البنك الدولي في يونيو 2023 بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، يتوقع نمو الناتج الإجمالي المحلي لدولة قطر بنسبة 3.3% في 2023. وهو الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي. علاوة على ذلك، فقد شهدت القطاعات غير الهيدروكربونية نموًا ناهز 6.8% (على أساس سنوي) وفقًا للتقارير الأخيرة الصادرة من جهاز التخطيط والإحصاء. وبهذا، فإن دولة قطر تسير بخطى واضحة نحو التنويع الاقتصادي.

وبالنظر قدمًا، واستلهامًا من الإنجازات التي تحققت تعتزِم الوكالة زيادة جهودها في الترويج للاستثمار، لتساهم في   قصة نجاح دولة قطر. وسيصبُ تركيز عمل الوكالة المستقبلي بشكل أكبر على إعطاء الأولوية لخلق تجربة مستثمر أفضل، من خلال الخدمات المبتكرة، وتبني آخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة من أدوات الذكاء الاصطناعي. كما تعتزم الوكالة الاستفادة القصوى من التكنولوجيا لاستقطاب عدد أكبر من المستثمرين، وتوفير تجربة مميزة للاستثمار، وتعزيز مكانة دولة قطر كوجهة استثمارية رائدة.

وفي الختام نحتفل بمرور أربع سنوات على تأسيس الوكالة، ونتطلع إلى مستقبل يتنامى فيه دور الوكالة في تنويع الاقتصاد القطري، واكتشاف الفرص الاستثمارية الجديدة، ومشاركة قصة نجاحها مع العالم.


تشارك هذه المقالة